
الخيول العربية الأصيلة
الخيل العربي الأصيل. هو من سلالات الخيول الخفيفة في العالم تابعة لمنطقة الشرق الأوسط شبه الجزيره العربيه ، والخيول العربية تتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع وتعدّ بذلك واحدة من الأنواع التي من السهل التعرف عليها عبر العالم، وهي واحدة من أقدم السلالات الخيول وأفضلها وقدرتها على الركض لمسافات طويلة وجمالها الملفت لنظر ، فالأدلة الأثرية ترجع أصول الخيول العربية إلى 4,500 سنة،[1] فعلى مر العصور، بدأت الخيول العربية من قلب الجزيرة العربية وانتشرت في باقي بلدان العالم، إما عن طريق التجارة أو الحروب، كما تستخدم للتناسل مع السلالات الأخرى لتحسين قدرات تلك السلالات على الصبر والدقة والسرعة، وتمتلك عظاما قوية ودما عربيا أصيلا، لذلك تعدّ الخيول العربية الأكثر حضورا حاليا في سباقات ركوب الخيل في دول العالم.
الخيول العربية نشأت في الصحراء على يد البدو العرب الرحل، وغالبا ما كانت تعيش معهم في الخيام لتوفير المأوى والحماية، هذا الارتباط الوثيق بينها وبين البشر جعلها أكثر تعلما وطاعة لهم، حيث كانت تستعمل في الحروب، وهذا ما يدفع مربي الخيول حاليا للالتزام في التربية مع الخيول العربية بنفس الطريقة التقليدية المعتمدة على الاحترام.
انضباط هذه الخيول جعلها تعدّ من أقوى السلالات في مسابقات الفروسية والعديد من المجالات الأخرى، وهي واحدة من أكبر عشر سلالات الخيول الأكثر شعبية في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، بريطانيا، أستراليا، أوروبا، أمريكا الجنوبية (خصوصا البرازيل)، وأرضها الأصلية الشرق الأوسط شبه الجزير العربيه.
صفات السلالة
من السّمات الأساسية للخيل العربية أنَّ لها رأساً طويلاً وجبهة عريضة ومنخرين كبيرَيْن وفماً صغيراً، ومعظمها تبدو وكأنَّ جسمها مُقعَّر. للكثير من الخيول العربية كذلك حدبةٌ بسيطةٌ بين عينيها، وهي جيبٌ يعتقدُ أنَّه كان يساعدُ هذه الحيوانات في التعايش مع الطقس الصحراوي القاسي الذي يعودُ أصلُها له.[2][3] ومن السّمات الأخرى المُميّزة للخيل العربية عن سواها أن عنقها ذات شَكْل مُقوَّسٍ، وأن لها قصبة هوائية كبيرة، وقد كان يُسمِّيها العرب “المتبة”، وكُلَّما طالت كُلَّما استحتسنوا الخَيْل أكثر، وذلك لأنَّ طولها يسمحُ بإطالة اللّجام وتسهيل ركوب الخيل والسَّيْر به.[3
المواصفات
مشهد من القاهرة فيه حصان عربي وسايس
يعدّ الحصان العربي الأصيل في أعلى درجات الأصالة من حيث جمال الشكل الخارجي، إذ أن جذعه روعة في التناسق والانسجام، ومربع الشكل وكأنه خلق خصيصاً ليركبه الفارس. يتراوح ارتفاع الجواد العربي من 150 إلى 160 سم بمعدل 155 سم، وقد تصادف حصاناً عربياً أصيلاً لا يتجاوز ارتفاعه 145 سم. لونه رمادي أو أشهب أو بني، أو أسمر، أو أشقر، أو أسود. رأسه صغير ونحيف جميل التكوين يوحي بالأصالة والرشاقة، متجانس مع العنق وبقية الجسم، قصبة الأنف معفرة بعض الشيء وهذه ميزة خاصة به تزيده رونقاً وجمالاً، منخراه واسعان رقيقان، عيناه كبيرتان واسعتان تشعان بالحيوية، جلده شديد النعومة. أما ظهره فهو غني بالعضلات، أفقي قصر عريض (فسيح)، والصدر واسع يشير إلى سعة رئتيه، وبالتالي زيادة قدرته على تحمل الجهد. وتجدر الإشارة أيضاً أن العمود الفقري عند الحصان العربي يختلف عن باقي الخيول فعدد الفقرات القطنية أقل بفقرة أو فقرتين في الحصان العربي عن غيره من الخيول. ويتميز الجواد العربي بغزارة تعُّرقه، وحسن تكوين وتموضع ذيله المرتفع.
وعند العدو السريع يرتفع الذنب جانبياً كالعلم فيعطي الحصان مسحة رائعة من الجمال.أما الأطراف فهي جيدة التكوين متينة بارزة الأوتار تنتهي بحافر مدور صغير وصلب شديد المقاومة، ويمتاز هذا الحصان بمشية طليقة، واضحة، مميزة فيها الكثير من الرونق والخيلاء. ومع أن هذا الحصان هو عنوان الشجاعة، ويملك قدرة هائلة على المقاومة والاحتمال فإنه في الوقت ذاته شديد الاعتماد على نفسه، ولا يتطلب مزيداً من العناية، والاهتمام فهو يتحمل الجوع، والعطش بشكل مذهل، كما يقاوم الحر والقر مهما اشتدت درجتيهما.
الصفات العضوية الرئيسة للخيول العربية الأصيلة
- الآذان : صغيرة ورقيقة الأطراف ومتقاربة وقائمة.
- العيون : واسعة براقة تنم عن ذكاء وانتباه ولطف وصفاء.
- الجبهة : عريضة محدبة تنحدر إلى طرف دقيق للأنف بشكل مقعر عند الخطم.
- المنخران : واسعان، رقيق ما حولهما من الجلد.
- الذيل : عال الارتكاز قصير العسيب.
- الرقبة : مقوسة وطويلة.
- الجلد: صافي أسود اللون تحت الشعر، وهو ذو لون زهري.
- العلامات (التحجيل) رقيق.
- الشعر: رقيق ناعم براق وقصير.
- الارتفاع عند الحارك: ما بين 145 ـ 160 سم بمتوسط 150 سم.
- الهيكل الجسدي: يميل إلى الشكل المربع تقريباً، ذو دوائر، متناسق ومتوازن بشكل طبيعي
التربية عبر التاريخ
في العالم القديم
خيول الحرب كانت موضوعات رسم شائعة في مصر القديمة وبلاد الرافدين, وكانت تمتاز بالوجوه المقعرة والذيول المرفوعة. وتظهر في الرسومات عادة تجر المركبات الحربية أو تستخدم في الصيد. الخيول ذات السمات الشرقية ظهرت في الأعمال الفنية شمالاً كما في حضارة الإغريق والإمبراطورية الرومانية. رغم ذلك لم يظهر اسم الحصان العربي في الشرق الأدنى القديم إلا مؤخراً. (أول ظهور لمسمى الحصان العربي كان في بلاد فارس حوالي 500 عام قبل الميلاد. هذه الأحصنة شبه العربية تشارك الحصان العربي المعاصر في العديد من السمات منها: السرعة، الاحتمال والجلد، والدماثة. مثال ذلك، تم الكشف عن هيكل حصان في سيناء – يعود إلى 1700 عام قبل الميلاد- يعتقد بأنه أقدم دليل على وجود الحصان في مصر القديمة. ربما يكون قد دخل مع الغزاة الهكسوس الذين كانوا تحت حكم وتأثير الهندو-أوروبيين وهم أول من دجنوا وروضوا الأحصنة ونقلوها إلى الشرق.[4] لهذا الهيكل رأس دقيق، ومأخذ كبير للعين، وأنف صغير، وهي ذات صفات الحصان العربي.
في التاريخ الإسلامي
بعد الهجرة عام 622 م انتشر الحصان العربي في العالم المعروف آنذاك، وأصبحت سلالة معروفة ومنفصلة. وقد لعبت دورا متميزاً في تاريخ الشرق الأوسط وتاريخ الإسلام. بحلول عام 630 م انتشر الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عام 711 م وصل الفتح الإسلامي أسبانيا، وسيطر المسلمون على أغلب شبه جزيرة أيبيريا عام 720 م. كانت خيول الفاتحين أنواع متنوعة من الأجناس الشرقية، منها الحصان البربري والحصان العربي. انتشر منه الحصان العربي عن طريق آخر هو الدولة العثمانية التي ظهرت عام 1299 م. بالرغم من عدم سيطرتها على كامل شبه الجزيرة العربية، إلا أنها امتلكت العديد من الأحصنة العربية من خلال التجارة، والدبلوماسية والحروب. كما شجع العثمانيون مزارع الاستيلاد الخاصة من أجل ضمان امدادات الخيول. الولاة العثمانيون، مثل محمد علي باشا قاموا بتجميع خيول عربية نقية أصيلة. تشير السجلات القديمة إلى مزرعة الناصري، التي أنشأها سلطان مصر المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (1290-1342) والذي قام باستجلاب واستيلاد العديد من الخيول العربية في مصر. تشير سجلات إلى عمليات الشراء، كما تصف العديد من هذه الخيول وسماتها. أودعت السجلات في مكتبته والتي أصبحت موضعا للدراسات لاحقاً. من خلال العثمانيين، خضعت الخيول العربية للبيع والتجارة، وأحياناً كانت هدايا دبلوماسية للأوربيين ولاحقا للأمريكيين.