الهم والغم
ال
فرق بينما يختلف مفهوم الهم عن مفهوم الغم، وفي بعض الأقوال ذُكر أنّ الهم والغم لهما نفس المعنى، وقد ذُكر الغم في القرآن الكريم بقوله تعالى: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[١]،
الفرق بين الهم والغم
يختلف الحزن عن الهم والغم في الدرجة والمستوى؛ فالحزن يدلّ على تكاثف الغم وازدياده، والحزن لا يُرى لكن تظهر آثاره على وجه صاحبه، فضلًا عن أنّ الحزن يدل على غلاظة الهم، فالهموم الكثيرة تؤدي إلى الحزن، إلّا أنّ هذه الابتلاءات كُلها يُصيب الله تعالى بها عباده المؤمنين لِيُخفف عنهم من خطاياهم، وقد ذُكر ذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المسلِمَ من نصَبٍ، ولا وصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذًى، ولا غَمٍّ، حتى الشوْكةَ يُشاكُها، إلَّا كفَّرَ اللهُ بِها من خطاياهُيتعرّض المسلم في حياته الدُنيا للبلاء، فهي دار اختبار وله الأجر إن صبر وإن شكر، وفي حال توالي الأحزان والكروب على المسلم لا بدّ من الأخذ بالأسباب من أجل إزالة الهم والغم من حياته، وفيما يأتي مجموعة من الطرق والنصائح للتخلص من الهم والغم[٦]:
الاتجاه نحو الدعاء؛ فالدعاء هو أداة المسلم التي يتّجه بها إلى الله من أجل تيسير الحال وتفريج الكرب، وينقسم الدعاء إلى قسمين؛ وقائي وعلاجي، ومن الأدعية الوقائية قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحَزَنِ، والكسلِ والبخلِ، والجبنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغلبةِ الرجالِ)[٧]، أمّا الدعاء العلاجي فقد أوصانا الرسول الكريم بالمواظبة على هذا الدعاء من أجل فك الهم والحزن: (اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي، ونورَ صدرِي، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي وغمِّي)[٨]
. الإخلاص لله تعالى؛ فمن جعل نيّته في كل أفعاله وأقواله خالصةً لله تعالى فرّج الله همّه ويسّر أمره؛ إذ لن يكون بانتظار الشكر والتقدير من أحد، وبالتالي لن يشعر بالهم في حال لم يتلقّ الإحسان من الناس مقابل ما فعل
.التفكّر في نعم الله تعالى؛ ممّا يُبعد الهم والغم عن نفس الإنسان استشعاره لنعم الله تعالى التي تُحيطه من كل اتجاه؛ فالصحة والعافية والأمن والطمأنينة وغيرها من النعم التي تستدعي من العبد شكر الله تعالى واستشعار عظمة النعم التي يحظى بها دونًا عن غيره.
العيش لليوم الذي هو به؛ فالأولى بالإنسان المسلم التفكير بيومه فقط لا أن يعود للتفكير بالماضي وآلامه، أو الخوف من المستقبل القادم لئلًا يبقى منغمسًا في أحزانه وهمومه.
التوكّل على الله تعالى؛ ممّا لا شك فيه بأنّ من توكل على الله فهو حسبه، فليوكّل المسلم أمره كله لله، ولا يُشغل نفسه بالتفكير بالحزن القادم، لأنّ الله عز وجل هو القادر على تيسير الأمر وتفريج الهم.