دولة تونس
أصل تسمية دولة تونس
تأتي تسمية البلاد من تسمية عاصمتها التي تمتلك نفس الاسم. وتختلف الآراء عن تسمية هذه المدينة. يعتقد البعض أن اسم تونس يعود إلى الحقبة الفينيقية حيث أن عادةً ما تسمى المدينة بألهتها الرئيسية وفي حالة تونس فهي تانيت أو العرب الفاتحين لما أنسو في هذه البلاد أسموها تؤنس من فعل أنس بالبلاد.[32][33] بعض المدارس العربية رجحت أصل الكلمة إلى جذور عربية من خلال المدينة القديمة ترشيش.[34] كما رجح البعض الأخر أصل الكلمة إلى كلمة تينس التي وصفها ديودور الصقلي وبوليبيوس والتي يبدو وصفها قريبًا من منطقة القصبة بضواحي تونس حاليًا.[35]
أيضًا، أشار المؤرّخ عبد الرحمن بن خلدون إلى أصل كلمة “تونس” التي أطلقت على حاضرة شمال إفريقيّة حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركية ثقافية واجتماعية فقد أشار إلى أنّ اسم “تونس” اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة.[36] كما يوجد تفسير آخر يقول أن الكلمة من جذع فعل تؤنس وقيل انو العرب الفاتحين هما من أسموها تؤنس ونطقت فيما بعد تونس والذي يعني قضاء الليلة.[37] مع تغير المعنى في الزمن والمكان، قد تكون كلمة تونس أخذت معنى مخيم ليلي، أو مخيم، أو مكان للتوقف. وهناك مراجع مكتوبة من الحضارة الرومانية القديمة تذكر مدن قريبة بأسماء مثل تونيزا (حاليًا القالة)، تونسودى (حاليًا سيدي مسكين)، تنسوت (حاليًا بئر بورقبة) وتونسي (حاليًا رأس الجبل).
بما أن كل هذه القرى كانت موجودة على الطرقات الرومانية، فقد كانت بلاشك تستعمل كمحطة لتوقف والاستراحة.[38]تسمية البلاد في اللغات اللاتينية، التي تضيف إليها (ia) مثل الإنجليزية وهي قد تطورت من تسمية الجغرافيين والمؤرخين الفرنسيين الذين سموها Tunisie-ia.[39] في أوائل القرن التاسع عشر كجزء من جهودهم الرامية إلى إعطاء أسماء للأراضي التي كانت تحتلها فرنسا. كلمة (Tunisie) المشتقة من الفرنسية تبنتها بعض اللغات الأوروبية مع بعض التعديلات الطفيفة، مما أنتج عن اسم مميز للبلاد. أما بعض اللغات الأخرى فلم تغير التسمية العربية كثيرا، مثال على ذلك التسمية الروسية لتونس (Тунис) والتسمية الإسبانية (Túnez)
الجغرافيا في دولة تونس
مقالة مفصلة: جغرافيا تونس
تقع تونس، أصغر دول المغرب العربي، في شمال القارة الأفريقية، ين خطي العرض 30° و14 دقيقة، و37° و13 دقيقة شمال خط الاستواء وبين خطي الطول 7° و32 دقيقة و11° و36 دقيقة شرق خط غرينيتش. وهي مفصولة عن أوروبا بمسافة 140 كم على مستوى مضيق صقلية. تبلغ مساحتها 163،610 كيلومترًا مربعًا، وتحد البلاد من الغرب الجزائر بحدود مشتركة 965 كيلومترًا، من الجنوب الجنوبي الشرقي ليبيا بحدود 459 كيلومترًا ومن الشمال على البحر الأبيض المتوسط. بخط ساحلي يبلغ طوله 1،566 كم (2،290 كم إذا أخذنا في الاعتبار خطوط الجزر والجزر الصغيرة والأرخبيل والخطوط الاصطناعية). تحتل الصحراء الكبرى مساحة تتراوح بين 33 % و 40 % من الأراضي حسب ما إذا كانت محددة وفقًا لجفافها أو وفقًا لخصائص المناظر الطبيعية. تقدر مساحة الأراضي المستخدمة للزراعة بعشرة ملايين هكتار، مقسمة إلى خمسة ملايين أرض صالحة للزراعة، أربعة ملايين من المراعي الطبيعية ومليون هكتار غابة وشجيرات.[40]
تضاريس دولة تونس
تونس لديها تضاريس متناقضة مع الجزء الجبلي الشمالي والغربي، سلسلة الظهير التونسي، الواقعة في امتداد سلسلة جبال الأطلس. يقطعها سهل وادي مجردة، المجرى المائي الوحيد في البلاد الذي يتم تزويده باستمرار. أعلى نقطة في الإقليم هي جبل الشعانبي، وبلغت ذروتها عند 1544 مترًا.[41] إلى الشرق يمتد سهل بين الحمامات وبنقردان عبر الساحل التونسيوالجفارة. الجزء الجنوبي من البلاد، الصحراوي بشكل أساسي، مقسم بين سلسلة متعاقبة من الشطوط (شط الغرسة، شط الجريد وشط الفجاج)، الهضاب الصخرية والكثبان الرملية في العرق الشرقي الكبير. يمتد الخط الساحلي الذي تنتشر فيه التومبولو والبحيرات على طول 1566 كيلومترًا، بما في ذلك 575 من الشواطئ الرملية. عدد قليل من الجزر بما في ذلك قرقنة وجربة تنتشر على الساحل.
تنقسم التضاريس التونسية كالآتي:
- ساحل شمالي يتميز بأنه صخري مرتفع تجاوره أعماق بحرية متعرج فيه خلجان واسعة كخليج تونس ورؤوس كالرأس الطيب يليه الساحل وسهول ساحلية ضيقة لاقتراب الجبال من البحر أما الساحل الشرقي فهو ساحل رملي منخفض قليل التعاريج فيه خلجان واسعة كخليج الحمامات وخليج قابس وجزيرتي جربة وقرقنة.[42]
- الجبال وهي سلسلة واحدة من جبال الأطلس البحري أعلاها سلسلة جبال خمير.
- الهضاب امتداد لهضبة الشطوط في الجزائر تنتهي بسهول رملية فيها شط الجريد.
يتألف سطح تونس من سهول ساحلية التي تمتد على السواحل البحرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط وتتسع في الوسط، المناطق الجنوبية هي امتداد للصحراء الجزائرية. تغطي الصحراء النصف الجنوبي من أراضي تونس. يعد وادي مجردة أكبر أنهار البلاد.
تنقسم البلاد التونسية إلى ثلاث مناطق كبرى:
- التل الأعلى الذي يغطي الشمال.
- الوسط التونسي، حيث الفيافي العليا والمنخفضة التي تنتهي عند الساحل الشرقي.
- المنطقة الداخلية التي يحدها شط الجريد شمالا، وتتميز تلك الربوع بمساحاتها الصحراوية الشاسعة وبواحاتها الغناء الملتفة حول عدد قليل من منابع الماء
مناخ دولة تونس
ينقسم مناخ تونس إلى سبع مناطق بيولوجية مناخية، والفرق الكبير بين الشمال وبقية البلاد يرجع إلى سلسلة التلال التونسية التي تفصل المناطق الخاضعة إلى المناخ المتوسطي والمناخ الصحراوي الحار النموذجي للصحراء الكبرى، أكبر صحراء حارة في العالم. في ما بينهما، نجد مناخ شبه قاحل بخصائص مشتركة بين النظامين المناخيين الرئيسيين في البلاد.
يتأثر المناخ التونسي بسبب موقعه الجغرافي بمختلف أنواع الرياح: فالساحل الشمالي يتعرض لرياح بحرية معتدلة ورطبة تهب من جنوب فرنسا، مما يتسبب في انخفاض كبير في درجات الحرارة وزيادة في هطول الأمطار. جنوب البلاد مع رياح قارية حارة وجافة، مثل شهيلي التي تهب على مساحات صحراوية كبيرة مسببة ارتفاعًا مفاجئًا في درجات الحرارة وجفافًا واضحًا للغلاف الجوي. كما تستفيد البلاد من معدل كبير من أشعة الشمس تتجاوز 3000 ساعة في السنة والتي تصل إلى ذروتها في الصحراء الجنوبية، على مشارف الحدود الجزائرية والليبية.
تختلف درجات الحرارة حسب خط العرض وخط الطول ومدى قرب أو بعد البحر الأبيض المتوسط. في حين أنه يمكن أن تقل درجات الحرارة عن 0 درجة مئوية في جبال خمير في الشتاء، إلا أن درجة الحرارة القصوى غالبًا ما ترتفع إلى حوالي 50 درجة مئوية في المناطق الصحراوية في الصيف. يختلف متوسط هطول الأمطار السنوي أيضًا حسب المنطقة: من حوالي 1000 ملم في الشمال إلى حوالي 380 ملم في الوسط ومنخفضًا إلى أقل من 50 ملم في أقصى الجنوب.
البيئة في دولة تونس
الحديقة الوطنية بإشكل تم إدراجها قائمة اليونسكو للتراث العالمي في 1980.
تختلف النباتات اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على المنطقة: تشبه المناطق الساحلية تلك الموجودة في جنوب أوروبا وتشمل المروج، الأعشاب، أجمة متوسطية وغابات السنديان الفليني. إلى الجنوب، الغطاء النباتي هو نوع من السهوب مع هيمنة الحلفاء. في المناطق القاحلة في أقصى الجنوب، تزرع الواحات بأشجار النخيل. تم إنشاء خمسة عشر منطقة طبيعية كمتنزهات وطنية. تم إدراج الحديقة الوطنية بإشكل، الذي يغطي 12600 هكتار، في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. هناك أيضًا ستة عشر محمية طبيعية تهدف إلى أن تكون موطنًا لأنواع ذات قيمة بيئية واقتصادية وضعيفة للنظام البيئي. وفقًا لدراسة أجراها برنامج البحر الأبيض المتوسط التابع للصندوق العالمي للطبيعة، فإن المنطقة الساحلية في الشمال الغربي التونسي هي واحدة من ثلاثة عشر موقعًا في البحر الأبيض المتوسط تتميز بثروتها الطبيعية، تنوعها الحيوي، أنواعها النباتية والحيوانية الفريدة.
في هذا السياق، تعد تونس البلد المتوسطي الأكثر تضررًا من تغير المناخ والذي يفضل نقص المياه وتآكل السواحل. منذ عدة سنوات، تعرضت الفلاحة في تونس لموجات قحط متكررة تساهم في الهجرة من الريف. إضافة إلى ذلك، للتعويض عن ندرة الأمطار، لا يزال المزارعون يستخدمون المزيد من الأسمدة والمبيدات. حسب منظمة الأغذية والزراعة، فقد انتقلت البلاد من خمسة كيلوغرامات من الأسمدة الكيماوية المستخدمة لكل هكتار في أوائل الستينيات إلى ما يقرب من 25 كيلوغرامًا في منتصف التسعينيات. التنمية المستدامة في البلاد.
دولة تونس في حالة ندرة المياه وفقًا لمعايير الأمم المتحدة (أقل من 500 متر مكعب من المياه للفرد سنويًا). كما أن وادي مجردة أكبر مصدر مياه في البلاد مهدد بخطر التلوث. استمرت جودته في التدهور، وفقًا لدراسة أجرتها وزارة البيئة في عام 2018، يحتوي الوادي على 60 ألف طن من الملوثات
- دولة تونس اضغط هنا