محافظة الدرعية

محافظة الدرعية

محافظة الدرعية هي المحافظة الأولى في المملكة العربية السعودية. يحدها من الشمال محافظة حريملاء ومن الجنوب محافظة ضرما ومدينة الرياض ومن الشرق مدينة الرياض ومن الغرب حريملاء ومحافظة ضرماوتبلغ مساحتها 2020 كلم2 ويبلغ عدد سكانها 74 ألف نسمة، وبها آثار بلدة الدرعية القديمة التي كانت عاصمة الدولة السعودية الأولى قبل أن يهدمها العثماني إبراهيم باشا عام 1818 م بعد معارك ضارية مع سكانها، كما تقع ضمن حدود المحافظة مركز العيينة والجبيلة الذي تقع فيه مقبرة الصحابة الذين قتلوا في حروب الردة مع مسيلمة وبني حنيفة، بالإضافة إلى منتزه شعيب الحيسية وكلية الملك عبد العزيز الحربية. أيضا يقع ((مركز سدوس)) ضمن حدود المحافظة ويتولى شؤون هذه المحافظة الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود.

في سنة 2010، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة أن حي الطريف في مدينة الدرعية موقع تراث عالمي، وبذلك يصبح ثاني موقع في السعودية ينضم إلى قائمة مواقع التراث العالمي إلى جانب مدائن

التقسيمات الإدارية لمحافظةالدرعية

تنقسم محافظةالدرعية إدارياً إلى مدينة واحدة هي الدرعية، وإلى 6 مراكز إدارية كالآتي:[4]

  1. مركز العيينة والجبيلة: تقع العيينة في شمال غرب الدرعية على مسافة 30 كيلاً، وتقع الجبيلة في شرق العيينة على مسافة 7 كيلو متر. بها من الدوائر الحكومية: دفاع مدني، فرع زراعي، محكمة، كتابة عدل، بلدية، مركز هيئة، شرطة، مكتب بريد، ومكتبة عامة. ويقطنها 24931 نسمة.
  2. مركز العمارية: تقع العمارية في شمال الدرعية على مسافة 25 كيلاً، ويقطنها 24931 نسمة.
  3. مركز سلطانة: تقع شمال الدرعية على مسافة 35 كيلو، ويقطنها 1331 نسمة.
  4. مركز سدوس: تقع في شمال غرب الدرعية على مسافة 53 كيلاً، ويقطنها 926 نسمة.
  5. مركز حزوى: تقع في شمال غرب الدرعية على مسافة 60 كيلاً، ويقطنها 137 نسمة.
  6. مركز بوضة (هجرة المفاقيع): تقع في شمال غرب الدرعية على مسافة 38 كيلاً، ويقطنها 443 نسمة

    التسمية

الدِرْعِيّة : – بكسر الدال، وإسكان الراء، وكسر العين، فياء مشددة مكسورة، فهاء – نسبة إلى الدروع، والدروع قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت حجر والجزعة، ودعا أحد حكامها “ابن درع” ابن عمه مانع بن ربيعة المريدي، للقدوم من عروض نجد إلى مرابع وادي حنيفة، وسكن القادمون ما بين غصيبة والمليبيد، وبتاريخ قدومهم يؤرخ لتأسيس الدرعية عام

التاريخ

 

التاريخ المبكر

وادي حنيفة الشهير في محافظةالدرعية.

ارتحلت قبيلة بني حنيفة من أطرافِ الحجاز وعالية نجد، وسبقهم عبيد بن ثعلبة الحنفي حتى نزل في قارات الحُبل[11] فكان هذا الموضعُ أول ما نزلت به بنو حنيفة، وكان لعبيد راع من زُبيد رأى حَجْر ورأى نخيلها وقصورها فرجع لعبيد وأخبره عنها، فركب عبيد فرسه حتى أتاها فوضع رمحه على الأرض ثم دفع الفرس، فاحتجر على ثلاثين داراً وثلاثين حديقة فسُميت (حَجْرا) وقال في ذلك:[12]

حَلَلنا بدار كانَ فيها أنيسُها فبادُوا وخلَّوْا ذات شيد حُصُونَهَا
فصاروا قَطيناً للفلاة بغُرْبة رميماً وصرنا في الديار قطينها
فسوف يليها بعدنا من يحلها ويسكن عوض سهلها وحزونها

فلما سمِعت بنو حنيفة بعبيد لحقوه وسكنوا في قرى اليمامة. ويقدر أن الوقت الذي نزلت به بنو حنيفة اليمامة أول القرن الخامس الميلادي.[13] من أبرزِ الحوادث التي حصلت لحَجْر في الجاهلية تحريقُها من قبل بني قيس بن ثعلبة انتقاماً من أرقم بن عُبيد بن ثعلبة الحنفي الذي كان قد حرق ديارهم منفوحة، فحرقوا بنو قيس قريتين من قرى حَجْر الشط والبادية التي سُميت لاحقاً مُحرقة، التي وصفها الأعشى فقال:[14]

وأيام حجر إذ نُحرق نخله ثأرناكم يوماً بتحريق أرقم
كأن نخيل الشط غب حريقه مآتم سودٌ سلبت عندَ مأتم

 

العصر الإسلامي في محافظة الدرعية

خارطة تظهر أبرز المعارك التي وقعت أثناء حُرُوب الرَّدة، وفيها موقع معركة اليمامة التي وقعت في عقرباء بالقرب من حجر.في محافظة الدرعية

بعث الرسولُ محمد سليط بن عمرو العامري (رسائل رسول الله) إلى ثمامة بن أثال الحنفي وهوذة بن علي الحنفي مَلكي اليمامة وكان الأول عاصمته حَجْر والثاني عاصمته جو (تقع حالياً في الخرج). خرج ثمامة للعمرة وعندما كان في طريقه أسرته سرية من سرايا الرسول من الصحابة وقد أسلم بعد أن أمضى وقتاً في المدينة وخرج للعمرة فكان أول من اعتمر من المسلمين، وعاد إلى اليمامة، بعدها فرض حصاراً اقتصادياً على مكة إذ منع الحنطة أن تذهب إلى مكة فاشتكت قريش للرسول فأمره أن يطلقها لهم.[15][16]

وبعد وفاة الرسول أَتْبعت قبيلة بني حنيفة لمسيلمة الكذاب وارتدوا فتركهُم ثمامة ومن معه ممن ثبتوا على إسلامهم للانضمام لجيوش المسلمين لقتال المرتدين (مع العلاء بن الحضرمي).[17] فأرجع خالد بن الوليد من ارتد من بني حنيفة إلى الطاعة مجدداً بعد معركة اليمامة في عقرباء بعد أن خاضوا ضد المسلمين عدة معارك، وولى خالد على اليمامة سمرة بن عمرو العنبري، ووفدوا إلى الخليفة أبي بكر الصديق وجددوا إسلامهم أمامه وتابوا.[18]

استمرت حَجْر كقاعدة لإقليم اليمامة في عهد الدول اللاحقة ولكنها واليمامة فقدتا مكانتهما بعدما اتخذ الأمويون والعباسيون عواصمهم بعيداً عنها.[19] وبعدها حكم الأخيضريون اليمامة، عدة قرون.

الجغرافيا

تقع محافظة الدرعية على خط طول 34′ 46° شرقاً وخط عرض 45′ 24° شمالاً، وتتبع إدارياً منطقة الرياض. ويحدها شمالاً محافظة حريملاء بمسافة 75 كم، وجنوباً محافظة ضرما بمسافة 70 كم، وتتوزع مساكنها على ضفاف وادي حنيفة وروافده ما بين غصيبة في الشمال والمليبيد في الجنوب، ويلفها سورها القديم بتحصيناته وأبراجه الطينية.[41]

المناخ

مناخ محافظةالدرعية مناخ صحراوي شديد الحرارة في الصيف بارد في الشتاء، متوسط ارتفاع في درجة الحرارة في شهر يوليو هو 42.6 درجة مئوية. الشتاء الدافئة مع الباردة، ليال الرياح. المناخ العام قاحل، ويتسم بعدم انتظام الأمطار طوال العام وخاصة في فصل الصيف وتكثر في شهور الربيع مارس وأبريل ومايو وشهور الشتاء ديسمبر ويناير وفبراير. وتتعرض الدرعية بكثرة للعواصف الترابية (الغبار).[42]

الدولة السعودية الأولفي محافظة الدرعية

قامت الدولة السعودية الأولى في الفترة (1157 هـ1233 هـ / 17441818م[22] بعد أن كانت شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن الثاني عشر الهجري الموافق للثامن عشر الميلادي تعيش حالة من التفكك وانعدام الأمن مما أوجد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، إضافة إلى انتشار البدع والخرافات، فمهَّد هذا الأمر لعمل تحالف بين أمير الدرعية محمد بن سعود وبين محمد بن عبد الوهاب. كان محمد بن سعود قد تولى إمارةمحافظة الدرعية في 1139 هـ / 1727م، بعد مقتل أميرها زيد بن مرخان بن وطبان، وأسس إمارة أصبحت فيما بعد انطلاقة لتأسيس الدولة السعودية الأولى. يرى البعض أن محمد بن عبد الوهاب عمل على تصحيح العقيدة وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحقيق التوحيد،[23] بينما يرى آخرون أن ضعف الرابطة القبلية في نجد حينها وظهور ممالك المدينة المستقلة الصغيرة كانت دافع محمد بن عبد الوهاب لنشر دعوته بغية توحيد هذه المناطق وإخراجها من حالة التدهور السياسي والاجتماعي وليس انتشار الشرك.[24]

بدأ محمد بن سعود بدعوة القبائل البدوية القريبة واستطاع من خلال الغارات المتواصلة إخضاع عدد من تلك القبائل. وتوفي محمد بن سعود بعد عام واحد وتولى ابنه عبد العزيز قيادة الجيش، وقد استطاع ضم الرياض بعد سبعة وعشرين عامًا من الاقتتال، وأخضع الأحساءوالبريمي إلى دولته، ووصل إلى كربلاء، كما استولى على ولايات الساحل المتصالح، وقد خاض عدة معارك مع شريف مكة الذي اضطر إلى عقد معاهدة سلام مع بن سعود عام 1798م / 1213 هـ بعد هزيمته، إلا أن ابن سعود نقض العهد عام 1801م / 1216 هـ وسيطر على الطائف ومكة وجدة إلى أن تم اغتياله عام 1803م / 1218 هـ

لاحقًا تمكن ابنه سعود الكبير من إخضاع المدينة المنورة الذي هدم عددًا كبيرًا من الأضرحة مشيًا على تعاليم محمد بن عبد الوهاب الذي توفي عام 1792م / 1206 هـ، فاضطرب موسم الحج في تلك الفترة مما حدا بمحمد علي باشا إلى التدخل وإرسال ابنه طوسون باشا الذي نزل ينبع وتوجه منها صوب المدينة وفي منتصف الطريق هُزم في معركة وادي الصفراء في 1812م / 1227 هـ، مما أجبره على التراجع والعودة إلى ينبع طلبا للتعزيزات من والده، ثم عاد ليخرج قوات سعود الكبير من مكة والمدينة في نفس العام، وبعدها أرسل محمد على باشا ابنه إبراهيم باشا كقائد للحملة المصرية ضد آل سعود، وخاض عدة معارك في نجد في الفترة ما بين 1816م / 1231 هـ و1819م / 1232 هـ. إلا إن عائلة آل سعود لم تنته، وتولى عبد الله بن سعود الكبير القيادة في وضع حَرِج، ودخل في معارك مع قوات إبراهيم محمد علي باشا الذي خلف طوسون وكانت أوامر محمد علي باشا بتدمير مركز بن سعود، وكانت المسافة بين المدينة والدرعية قرابة 650 كم من الصحراء، فأراد عبد الله بن سعود استغلال الجغرافيا الصعبة لصالحه، فوزّع جيشه على شكل وحدات صغيرة في قرى نجد أملاً في تجاوز الهوة العددية بينه وبين قوات إبراهيم باشا، لكن إبراهيم باشا فَطِن لذلك وقام بتدمير وتسوية كل القرى النجدية التي أبدت مقاومة لقواته بالأرض إلى أن وصل عام 1818م / 1233 هـ إلى الدرعية وقام بهدم أسوارها، وعمل على أسر عبد الله بن سعود وعدد كبير من عائلته وأنصاره بعد حصار دام ستة أشهر، ليتم بعد ذلك إعدامه في ميدان عام في الأستانة، وبذلك انتهت الدولة السعودية الأولى.[27][28] بدأ الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” دعوته في الدرعية بعد اتفاقه مع الأمير “محمد بن سعود”، الذي عُرف تاريخياً باتفاق الدرعية عام (1157هـ/1744م)، كما قام الأمير “محمد بن سعود” بالتركيز على استتباب الأمن ونشر الدعوة الإصلاحية داخل الدرعية. وقد بقي الشيخ عامين يدعو الناس فيها إلى التوحيد الخالص، فقام بمراسلة العلماء والأمراء يدعوهم فيها لقبول دعوته الإصلاحية، والانضمام إلى الأمير “محمد بن سعود”، وابتدأ بأهل نجد فكاتب علماءها وأمراءها، وكاتب علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وكذلك كاتب العلماء من خارج الجزيرة، علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن.

وكان نتيجة ذلك أن انضم الكثير ممن صدقوا دعوته، وكان على رأس البلدان التي أعلنت ولاءها بلدة العُيينة، وحريملاء، وبلدة منفوحة، وبلدان العارض مثل العمارية، والقويعية، وشقراء، والحوطة، والمحمل، وثادق، والقصب، والفرعة، وثرمداء.

ولكن بعد إعلان تلك البلدان الطاعة والولاء لآل سعود، حدث أن انكرت بعضها مواثيقها مع محافظة الدرعية، وأعلن بعضها الثورة ضدها، الأمر الذي دعى أمير الدرعية لمجابهة كل بلد على حدة حتى تمكنت من إعادتهم جميعاً إلى طاعتها.

لاحقًا تمكن ابنه سعود الكبير من إخضاع المدينة المنورة الذي هدم عددًا كبيرًا من الأضرحة مشيًا على تعاليم محمد بن عبد الوهاب الذي توفي عام 1792م / 1206 هـ، فاضطرب موسم الحج في تلك الفترة مما حدا بمحمد علي باشا إلى التدخل وإرسال ابنه طوسون باشا الذي نزل ينبع وتوجه منها صوب المدينة وفي منتصف الطريق هُزم في معركة وادي الصفراء في 1812م / 1227 هـ، مما أجبره على التراجع والعودة إلى ينبع طلبا للتعزيزات من والده، ثم عاد ليخرج قوات سعود الكبير من مكة والمدينة في نفس العام، وبعدها أرسل محمد على باشا ابنه إبراهيم باشا كقائد للحملة المصرية ضد آل سعود، وخاض عدة معارك في نجد في الفترة ما بين 1816م / 1231 هـ و1819م / 1232 هـ. إلا إن عائلة آل سعود لم تنته، وتولى عبد الله بن سعود الكبير القيادة في وضع حَرِج، ودخل في معارك مع قوات إبراهيم محمد علي باشا الذي خلف طوسون وكانت أوامر محمد علي باشا بتدمير مركز بن سعود، وكانت المسافة بين المدينة ومحافظةالدرعية قرابة 650 كم من الصحراء، فأراد عبد الله بن سعود استغلال الجغرافيا الصعبة لصالحه، فوزّع جيشه على شكل وحدات صغيرة في قرى نجد أملاً في تجاوز الهوة العددية بينه وبين قوات إبراهيم باشا، لكن إبراهيم باشا فَطِن لذلك وقام بتدمير وتسوية كل القرى النجدية التي أبدت مقاومة لقواته بالأرض إلى أن وصل عام 1818م / 1233 هـ إلىمحافظة الدرعية وقام بهدم أسوارها، وعمل على أسر عبد الله بن سعود وعدد كبير من عائلته وأنصاره بعد حصار دام ستة أشهر، ليتم بعد ذلك إعدامه في ميدان عام في الأستانة، وبذلك انتهت الدولة السعودية الأولى.[27][28] بدأ الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” دعوته في محافظة الدرعية بعد اتفاقه مع الأمير “محمد بن سعود”، الذي عُرف تاريخياً باتفاق الدرعية عام (1157هـ/1744م)، كما قام الأمير “محمد بن سعود” بالتركيز على استتباب الأمن ونشر الدعوة الإصلاحية داخل الدرعية. وقد بقي الشيخ عامين يدعو الناس فيها إلى التوحيد الخالص، فقام بمراسلة العلماء والأمراء يدعوهم فيها لقبول دعوته الإصلاحية، والانضمام إلى الأمير “محمد بن سعود”، وابتدأ بأهل نجد فكاتب علماءها وأمراءها، وكاتب علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وكذلك كاتب العلماء من خارج الجزيرة، علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن.

وكان نتيجة ذلك أن انضم الكثير ممن صدقوا دعوته، وكان على رأس البلدان التي أعلنت ولاءها بلدة العُيينة، وحريملاء، وبلدة منفوحة، وبلدان العارض مثل العمارية، والقويعية، وشقراء، والحوطة، والمحمل، وثادق، والقصب، والفرعة، وثرمداء.

ولكن بعد إعلان تلك البلدان الطاعة والولاء لآل سعود، حدث أن انكرت بعضها مواثيقها مع الدرعية، وأعلن بعضها الثورة ضدها، الأمر الذي دعى أمير الدرعية لمجابهة كل بلد على حدة حتى تمكنت من إعادتهم جميعاً إلى طاعتها.

لاحقًا تمكن ابنه سعود الكبير من إخضاع المدينة المنورة الذي هدم عددًا كبيرًا من الأضرحة مشيًا على تعاليم محمد بن عبد الوهاب الذي توفي عام 1792م / 1206 هـ، فاضطرب موسم الحج في تلك الفترة مما حدا بمحمد علي باشا إلى التدخل وإرسال ابنه طوسون باشا الذي نزل ينبع وتوجه منها صوب المدينة وفي منتصف الطريق هُزم في معركة وادي الصفراء في 1812م / 1227 هـ، مما أجبره على التراجع والعودة إلى ينبع طلبا للتعزيزات من والده، ثم عاد ليخرج قوات سعود الكبير من مكة والمدينة في نفس العام، وبعدها أرسل محمد على باشا ابنه إبراهيم باشا كقائد للحملة المصرية ضد آل سعود، وخاض عدة معارك في نجد في الفترة ما بين 1816م / 1231 هـ و1819م / 1232 هـ. إلا إن عائلة آل سعود لم تنته، وتولى عبد الله بن سعود الكبير القيادة في وضع حَرِج، ودخل في معارك مع قوات إبراهيم محمد علي باشا الذي خلف طوسون وكانت أوامر محمد علي باشا بتدمير مركز بن سعود، وكانت المسافة بين المدينة والدرعية قرابة 650 كم من الصحراء، فأراد عبد الله بن سعود استغلال الجغرافيا الصعبة لصالحه، فوزّع جيشه على شكل وحدات صغيرة في قرى نجد أملاً في تجاوز الهوة العددية بينه وبين قوات إبراهيم باشا، لكن إبراهيم باشا فَطِن لذلك وقام بتدمير وتسوية كل القرى النجدية التي أبدت مقاومة لقواته بالأرض إلى أن وصل عام 1818م / 1233 هـ إلى محافظةالدرعية وقام بهدم أسوارها، وعمل على أسر عبد الله بن سعود وعدد كبير من عائلته وأنصاره بعد حصار دام ستة أشهر، ليتم بعد ذلك إعدامه في ميدان عام في الأستانة، وبذلك انتهت الدولة السعودية الأولى.[27][28] بدأ الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” دعوته في الدرعية بعد اتفاقه مع الأمير “محمد بن سعود”، الذي عُرف تاريخياً باتفاق الدرعية عام (1157هـ/1744م)، كما قام الأمير “محمد بن سعود” بالتركيز على استتباب الأمن ونشر الدعوة الإصلاحية داخل الدرعية. وقد بقي الشيخ عامين يدعو الناس فيها إلى التوحيد الخالص، فقام بمراسلة العلماء والأمراء يدعوهم فيها لقبول دعوته الإصلاحية، والانضمام إلى الأمير “محمد بن سعود”، وابتدأ بأهل نجد فكاتب علماءها وأمراءها، وكاتب علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وكذلك كاتب العلماء من خارج الجزيرة، علماء مصر والشام والعراق والهند واليمن.

وكان نتيجة ذلك أن انضم الكثير ممن صدقوا دعوته، وكان على رأس البلدان التي أعلنت ولاءها بلدة العُيينة، وحريملاء، وبلدة منفوحة، وبلدان العارض مثل العمارية، والقويعية، وشقراء، والحوطة، والمحمل، وثادق، والقصب، والفرعة، وثرمداء.

ولكن بعد إعلان تلك البلدان الطاعة والولاء لآل سعود، حدث أن انكرت بعضها مواثيقها مع الدرعية، وأعلن بعضها الثورة ضدها، الأمر الذي دعى أمير الدرعية لمجابهة كل بلد على حدة حتى تمكنت من إعادتهم جميعاً إلى طاعتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الدولة السعودية الثانيةفي محافظة الدرعية

 

في شهر مايو سنة 1818 الموافق 1233 هـ غادر إبراهيم باشا نجدًا بأمر من والده محمد علي.[29][30] وقد جرت محاولات لإعادة بناء دولة نجدية أولاها محاولة محمد بن مشاري آل معمر والذي أعاد إعمار محافظةالدرعية وانتقل إليها،[31] لكنه لم يستمر طويلاً حيث استطاع مشاري بن الإمام سعود العودة إلى الدرعية بعد الفرار من السجن، وحاول ابن معمر محاربته ولم يستطع فبايع لمشاري ثم أهل سدير والمحملوحريملاء وأهل محافظةالدرعية والكثير من أهل الوشم. بعد ذلك عاد بعض أفراد آل سعود الهاربين وأمر مشاري بالغزو وحارب أهل السلمية واستولى عليها وعلى اليمامة، ثم ذهب إلى الدلم حيث بايعه صاحبها ثم عاد إلى الدرعية.[32]

الدولة السعودية الثانية في أقصى توسع لها.

بعد ازدياد قوة مشاري تم إبلاغ السلطان العثماني بذلك، وانتقل ابن معمر إلى سدوس ليحشد ضد مشاري، فقام لاحقًا بتحريك جيشه إلى الدرعية والقبض على مشاري.[33] ثم تحرك إلى الرياض للقبض على تركي بن عبد الله الذي استطاع الهرب ثم مباغتة قوات ابن معمر في ضرمى، ومنها اتجه إلى الدرعية فقبض عليه وأخذه إلى الرياض حيث حبسه مع ابنه للضغط على عشيرته في سدوس ليعيدوا مشاري، وكانوا قد سلموه إلى الترك، فأمر تركي بقتلهما. لكن تركي لم يستطع البقاء في الرياض لعودة القوات المصرية إليها فهرب مرة أخرى.[34]

بعد خروج القوات المصرية عاد تركي إلى عرقة، ثم انضم إليه أمير الوشم ثم سويد صاحب جلاجل ومن معه، وأعلن تركي الحرب وإخراج من تبقى من الترك من الرياض لكن سويد انسحب، وحاصر الأتراك تركي في عرقة ولكنهم اضطروا للانسحاب. بعد ذلك قام تركي بمهاجمة ضرما والاستيلاء عليها.[35] ثم كاتب أهل سدير فبايعوه ثم بايعه أهل جلاجل والزلفي ومنيخ والغاط ثم أهل حريملاء. بعد ذلك قرر تركي طرد الحامية التركية الوحيدة المتبقية في الرياض ولكنه لم يستطع لمعاونة فيصل الدويش لهم، وعندما انسحب الدويش حاصر تركي الرياض مرة أخرى فاستسلمت الحامية العسكرية وغادرت. بعد ذلك اختار تركي الرياض عاصمة له وأعاد بناء أسوارها وبناء جامعها.[36]

الدولة السعودية الثالثةفي محافظة الدرعية

في 5 شوال 1319 هـ الموافق 14 يناير 1902م بايع أهل الدرعية الملك عبد العزيز بن سعود، وشارك منهم 6 رجال من أصل 60 في دخول مدينة الرياض.[37] تأسست إمارة محافظةالدرعية في عهد الملك عبد العزيز ثم تحولت إلى محافظة بعد صدور نظام المناطق عام 1412 هـ وأضيف إليها، المراكز الآتية:[38] مركز العيينة والجبيلة، مركز العمارية، مركز سلطانة، مركز سدوس، مركز حزوى، ومركز بوضة. وأصبحت الدرعية اليوم واحدة من أسرع مدن المملكة في النمو والازدهار وتحقيق مستوى عال من التطور في شتى المجالات.[39]

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Main Menu