ميناء جد

ميناء جدة الإسلامي، هو ميناء سعودي يقع في مدينة جدة السعودية على ساحل البحر الأحمر، وهو أكبر ميناء بحري في المملكة العربية السعودية، تصل طاقته الاستيعابية إلى 130 مليون طن، وتساعد معدات الميناء المتطورة على استقبال 39 سفينة في آن واحد من مختلف الأشكال والأحجام والحمولات وطول الغاطس، وأكبر سفن الحاويات بالعالم بطول 400 متر، وبطاقة حمولة قصوى 19.800 حاوية قياسية.[1]

يدخل عبر الميناء ما يعادل 29.6% من إجمالي الواردات إلى السعودية.[2] وتشرف عليه الهيئة العامة للموانئ السعودية،[3] ويديره الكابتن البحري عبد الله بن عواد الزمعي.

تاريخياً

 

يصف المقدسي مدينة جدة السعودية في القرن الرابع الهجري بأنها مدينة على البحر محصنة عامرة آهلة.[9] أمافي عهد ناصر خسرو الذي وفد إليها حاجاً في منتصف القرن الخامس الهجري فقد كانت كثيرة الخيرات، مزدهر بالتجاة، باسقة العمران. ووصف أسواقها بأنها نظيفة وجيدة، وقدر عدد سكانها بنحو خمسة آلاف نسمة.[10] وفي القرن السادس وصف الرحالة ابن جبير جدة بأن أهلها يعيشون في شظف من العيش، فبعد التجارة المزدهرة والنعيم المقيم رضوا بأن يستخدموا أنفسهم في كل مهنة لتحصيل لقمة العيش. وكان ذلك أمراً طبيعياً للحالة العامة التي يعيشها العالم الإسلامي في ظل الحروب الصليبية، واضطراب الحكم بين السلاجقة والأيوبيين. وبعد قرن من الزمان تقريباً يخبرنا مؤرخ عربي آخر وهو ابن المجاور بأن شيئاً من الازدهار قد صادف جدة في عهده.[11] وفي العصر المملوكي بسط المماليك نفوذهم على جدة لتأمين طرق التجارة والحج، وحماية الحرمين الشريفين، وعين السلطان المملوكي حاكماً عاماً لجدة أطلق عليه نائب جدة يطل مقر إقامته على الميناء ليشرف على حركته.[12] ورغبة من السلاطين المماليك في تشجيع التجار على استخدام ميناء جدة اتخذوا إجراءات عدة، منها: تخفيض الرسوم الجمركية، ومنع تجار مصر والشام من النزول في ميناء عدن، ومضاعفة الرسوم الجمركية على التجار الذين يمرون على عدن قبل قدومهم إلى ميناء جدة.[13]

وفي القرن التاسع للهجرة داهم العالم الإسلامي خطر جديد وهو الغزو البرتغالي مما دفع السلطان المملوكي قانصوه الغوري إلى المبادرة بإقامة سور محصن على جدة زوده بالقلاع والأبراج والموانع الضادة للسفن الحربية، لكن الغزو المنتظر تأخر ثلث قرن من الزمان ؛ إذ تم بناء السور عام 915هـ وحصل الغزو عام 948هـ في عهد العثمانين، حينما دفع البرتغاليون بحملتهم البحرية من الهند صوب جدة، ونجح السور في الدفاع عن جدة.

ميناء جدة ونقل البضائع

قديماً كانت وسائل نقل البضائع وتنزيلها من الميناء وإليه تتم بواسطة المراكب الشراعية المعروفة قديماً بالسنابيك مفردها سنبوك، وكانت تنتشر بقرب الشواطئ التي تحيط بجدة من الجهة الغربية، وتكون هذه السنابيك مملوكة لفئة محددة من الناس، وتصنع محلياً من الخشب، وقد يملك الشخص أكثر من سنبوك، وكانت البواخر لا تستطيع القرب من شاطئ جدة لكثرة الشعابوالتعاريج؛ فتقف على مسافة لا تتجاوز ثلاثة إلى أربعة كيلومترات من الميناء؛ فتنطلق هذه السنابيك إلى السفن عند قدومها حتى تُفرغ بضائعها وتنقل ركابها، وهذه المهنة لا يزاولها إلا ذو خبرة في البحر وشعاب، ومن أبرز البيوت التي برزت في هذا المجال:

  • بيت سلامة
  • بيت الرقبان
  • بيت المناع
  • بيت بكر

ويطلق على العاملون على هذه المراكب الشراعية اسم المزاورية؛ فهم يقومون بتنزيل البضائع من البواخر وإيصالها إلى الميناء، وكانوا يجتمعون كل عصر في مقهى يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مسجد عكاش، وتسمى قهوة المشورة التي يكون رئيسهم حسن بكر والذي يجمع التجار أصحاب البضائع التي أُنزلت في اليوم بواسطة السنابيك، والأجور جراء ذلك، ويقوم بتوزيعها على المزاورية كل على حسب ما نقله من بضائع.[15

الخدمات

منذ عام 1976 بدأت عمليات التطوير والتوسيع للميناء، حتى وصل عدد أرصفته إلى 62 رصيف، تحتوي على أكثر من 1752 معدة متطورة، والتي تشمل القاطرات البحرية للقطر والإنقاذ والسحب مع معدات لمكافحة الحرائق، إضافة لسفينتين لإرساء العوامات وقوارب الإرشاد وقارب جمع النفايات وقارب آخر لمكافحة التلوث، لتسهيل تقديم الخدمات البحرية التالية:[3]

  • مناولة البضائع والحاويات، حيث تتسمع أرصفة الميناء لحمولة تصل إلى 19.800 حاوية قياسية.
  • ساحات تخزين تبلغ مساحاتها 3.9 كم2.
  • منطقة الإيداع والتصدير التي تقدر مساحتها بـ 900.000 م2
  • صالة الركاب لاستقبال زوار المشاعر المقدسة.
  • حوض الملك فهد لإصلاح وبناء السفن.
  • عقود الإسناد التجاري.
  • مركز التدريب الذي يضم 17 قاعة تدريبية تسع لـ 260 متدرب

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Main Menu