مدينة العلا

مدينة العلا

مدينة العلا

مدينة العلا

مدينة العلا

العلا إحدى مدن المملكة العربية السعودية، تقع شمال غرب المملكة، وتتبع إدارياً لإمارة منطقة المدينة المنورة، وتبعد عن مركز الإمارة تقريباً 300 كيلو متر شمالاً، وعاصمة لمحافظة العلا. يصل عمر الاستيطان البشري فيها إلى نحو 4000 عام، وهي أحد أهم الوجهات السياحية في السعودية.[3] ذكر ياقوت الحموي العلا في معجمه، بضم أوله، والقصر، وهو جمع العليا، وهو اسم لموضع من ناحية وادي القرى بينها وبين الشام، نزل بها النبي محمد في طريقه إلى غزوة تبوك، وحدد بها مكاناً لمسجد وضع حدوده بالعظام فبناه أهلها بعد ذلك وأسموه مسجد العظام. وكانت قديما تُسمى دادان ويروى أن سبب تسميتها بالعلا أنه كان بها عينان مشهورتان بالماء العذب هما المعلق وتدعل، وكان على منبع المعلق نخلات شاهقات العلو يطلق عليها العلي. وتقع مدينة العلا بين جبلين كبيرين على واد خصب التربة، تزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه كما تتوفر المياه الجوفية علي مسافات قريبة رغم الشح الكبير في الأمطار، وهي من ضمن المواقع الأثرية المسجلة بمنظمة اليونسكو، وهي عاصمة الأنباط الثانية قديما، ومناخها قاري حار صيفاً وبارد شتاءً يتبعها قرابة 300 قرية.

وخلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا يومي 9 و10 أبريل 2018 تم التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين حول مشروع تطوير محافظة العلا، ويسلط ھذا التعاون الضوء على رؤية مشتركة بين البلدين لحماية وتعزيز التراث الثقافي، وتعزيز المعرفة العلمية، وفتح طرق جديدة للسياحة المستدامة حول ھذا الموقع الأثري الفريد.[4]

في فبراير 2019 أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية العلا التي تهدف إلى تطويرها بطريقة مسؤولة لتحويلھا إلى وجھة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين، وتسهم الرؤية بـ120 مليار ريال من الناتج المحلي التراكمي.

 

الموقع:

تقع مدينة العلا بين مرتفعات جبلية تحدها من الشرق والغرب حيث يمتد منها جهة الجنوب. وترتبط العلا بالمدن المحيطة بها بطرق زراعية فتبعد عن المدينة المنورةتقريباً 300 كم، وعن الوجه 200 كم، وعن تبوك 250 كم، وعن حائل قرابة 400 كم، وخيبر 200 كم، والجهراء 90 كم. وتقع إلى الشمال مباشرةً من مدينة العلا آثار الحجر، المعروفة أيضاً بمدائن صالح، وهي آثار ترجع إلى حضارة الأنباط قوم نبي الله صالح، أشهرها البيوت التي كانوا يحفرونها في الصخور، ويعتقد الكثير من المسلمين أنها موقع قصة هلاك ثمود التي وردت في القرآن. ومنطقة الحجر تقع علي مساحة ممتدة من الآثار المفتوحة بشكل طبيعي وقد سُجلت لدى منظمة اليونيسكو، ويوجد بالقرب منها محطة قديمة لسكة حديد الحجاز التي بنتها الدولة العثمانية. وتشتهر العلا باسم عروس الجبال وعاصمة التاريخ والآثار لمناظرها الجبلية وارتفاعها عن سطح البحر بأكثر من 700 متر ولقدم تاريخها وكثرة مواقها الأثرية. وقد اكتشف باحثون فيها على بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين عام 900 قبل الميلاد.[6] فقد تعاقبت عليها الحضارات لخصوبة الأرض ووفرت المياه.

ويمكن الوصول لمدينة العلا عن طريق الطرق الزراعية المعبدة

  • طريق المدينة المنورة – خيبر – تبوك والذي يبعد 400 كم
  • طريق المدينة المنورة – شجوى – العلا والذي يبعد 300 كم
  • طريق العلا – تبوك مروراً بـقلعة المعظم 250 كم
  • طريق العلا – تبوك مرورا بالجهراء وتيماء ومسافته 450 كم
  • طريق العلا – حائل ومسافته 380 كم
  • طريق العلا – الوجه ومسافته 200 كم
  • طريق ينبع -العيص ثم العلا -352 كم
  • مطار الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز المحلي

 

سميت العلا بعدة أسماء قبل الاستقرار على اسمها الحالي، ففي القرن السادس قبل الميلاد سُميت بـ ديدان، نسبة للشعب الديداني الذي استوطنها وأنشأ مملكةً فيها. وفي العصر الجاهلي عُرفت بـ قُرْح إبان نشاطها كسوق تجارية مهمة عند العرب. وفي فترة لاحقة حتى نهاية القرن السادس الهجري، أطلق عليها وادي القرى بسبب كثرة القرى فيه. وبدءًا من القرن السابع الهجري سُميت باسمها اليوم، العُلا. ويقال أنها سميت بذلك منذ القرن الثاني الهجري، لكن شيوع الاسم تأخر حتى القرن السابع.

 

الهيئة الملكية في العلا:

في سنة 2017، صدر قرار ملكي بإنشاء هيئة ملكية لتطوير العلا، يرئسها ولي العهد، محمد بن سلمان آل سعود، وتهدف إلى تحقيق التطور والتحول في محافظة العلا والعمل على البنية التحتية مع التشديد في الحفاظ على تراثها وتاريخها، وإبرازه بالمرافق السياحية المتنوعة والمتوزعة حول طبيعة المدينة. ويتم تطوير المواقع التراثية والتاريخية في محافظة العلا بالتعاون بين المملكة وفرنسا، بموجب اتفاقية تشمل التشارك والتبادل المعرفي، الثقافي والاقتصادي والسياحي.

 

الآثار:

تضم محافظة العلا آثار قديمة تعود إلى أكثر من 300 سنة قبل الميلاد، وتشير الدراسات أن العلا زارها رحالة مسلمون خلال رحلاتهم إلى الحج منهم ابن بطوطة وعبد القادر الجزيري، ومستكشفين غربيين كالرحالة الإنجليزي ج كوك الذي أعد دراسة عن العلا بعنوان (الكتابات السامية الشمالية).[9]

الحجر (مدائن صالح):

الحجر كما ذكرها ياقوت الحموي في معجمه بالكسر ثم السكون، وراء هو في اللغة ما حجرت عليه أي منعته من أن يصل إليه، والحجر هو العقل واللب والحجر بالكسر والضم، الحرام، والحجر اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة المنورة والشام، ويقال الحجر كانت تعرف بمدائن صالح أو قرى صالح أو عدال، وهي ثانِ أكبر مدن الأنباط.

تقع الحجر على بعد 22 كم شمال شرق العلا ـ عند دائرة عرض 47 ـ 26 شمالاً، وخط طول 53 ـ37 شرقاً ويطلق الحجر على هذا المكان منذ أقدم العصور ويستمد الحجر شهرته التاريخية من موقعه على طريق التجارة القديم الذي يربط جنوب شبه الجزيرة العربية والشام، ومن أصحابه المعروفين بقوم ثمود الذي جاء القرآن بذكرهم بأنهم رفضوا دعوة نبي الله صالح وعقرهم الناقة التي أرسلها الله لهم آية.

الحجر أو مدائن صالح من الأماكن الأثرية التي يمكن أن يطلق عليها المتحف المفتوح حيث يبلغ مساحة المنطقة الأثرية 13.39 كم وتضم هذه المساحة آثار قائمة وأخرى تنتظر الكشف عنها. والآثار القديمة في الحجر تتمثل في أماكن العبادة والنقوش الصخرية التي تركها الأقوام المتعاقبة وهي آثار ثمودية ولحيانية ونبطية. ويبلغ عدد المدافن بمدائن صالح 131 مدفناً وتقع جميعها في الفترة من العام الأول قبل الميلاد إلى العام 75 ميلادية، وهي تحمل ملامح فنية رائعة وغاية في الجمال فالمقبرة عند أصحاب الحجر لصاحبها وأسرته جيلاً بعد جيل كما نحت أعلاه لوحة سجل عليها وصيته وأن هذه المقبرة تخصه وتخص عائلته وتعد آثار الحجر من أبرز وأهم المواقع الأثرية في العالم.

  • قصر الفريد: وهو الاسم المحلي عند أهل المنطقة وسمي بهذا الاسم لانفراده بكتلة صخرية ضخمة مستقلة وكذلك لانفراده بواجهة كبيرة ومميزة.
  • قصر البنت: وهو الاسم المحلي عند أهل المنطقة ويقع في منطقة الخريمات ويشمل هذا الموقع إضافة لقصر البنت مجموعة من المدافن.
  • قصر العجوز: وهو الاسم المعروف به عند أهل المنطقة ويحتل كتلة صخرية مستقلة وسط الرمال ذو واجهة شمالية تشبة واجهة الديوان
  • الديوان (مجلس السلطان): وهو معبد نبطي عبارة عن مستطيل غير منظم نحت داخل الصخر وكان يستخدم لممارسة الطقوس الدينية ويصل طول تلك الغرفة 12.80 م وعرضها 9.80 م وارتفاعها 8 م
  • جبل البنات: يمثل أكبر تجمع للمدافن النبطية في المنطقة، ويبلغ عددها 29 موزعة على جميع جوانب الجبل.
  • مدافن الخريمات: هي مجموعة من المقابر الأثرية النبطية في محافظة العلا غرب السعودية وجنوب غربي الحِجْر، يعود تاريخها إلى القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي.

محلب الناقة:

وهو حوض حجري كبير يعرف بمحلب الناقة أي ناقة صالح. بينما هو في حقيقة أمره وكما ذكر علماء الآثار مجرد بقايا معبد نبطي قديم وليس هو محلب الناقة

الخريبة:

وبها محلب الناقة وهو عبارة عن حوض كبير يقال أن ناقة صالح تحلب لبناً يشربه الناس وتشرب الماء في ذلك اليوم كما ورد في القرآن الكريم.” قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ” إلا أن علماء الآثار أجمعوا على أنه بقايا معبد لحياني قديم وليس محلب ناقة صالح

ـ مقابر الأسود :ـ تعرف هذه المدافن بمقابر الأسود نسبة للمخلوقات المنحوتة أعلى بعضها والتي تشبه الأسود وتضم هذه المدافن21 قبراً وهي من الآثار الموجودة في العلا وهي مقابر لحيانية [10]

جبل عكمه:

وفي أعلاه أحد المعابد القديمة.

المابيات:

وهي إحدى المستوطنات القديمة قدم التاريخ.

المزحم:

وهو عبارة عن ممر ضيق تروي الأساطير أنه المكان الذي عقرت فيه الناقة.

جبل الحوار:

وهو عبارة عن جبل كبير أملس يذكر العامة من الناس أنه دخل فيه حوار ناقة نبي الله صالح بعد عقر الناقة. ويذكر بعض العامة أنه يسمع صوت فصيل الناقة كل يوم جمعة مع صلاة الجمعة.

الحويرة:

وهي عبارة عن جبل كبير أصغر من جبل الحوارة أملس وهو الجبل الذي هرب إليه صغير ناقة صالح بعد عقر أمه.

 

الآثار الإسلامية:

للعلا آثار إسلامية قديمة تبدأ من السنة السابعة للهجرة حيث مر بها لرسول وصلى بها وأقام موسى بن نصير قلعته في أعلى جبل وسط العلا، وكذلك أثار سكة حديد حجاج الشام ومن تلك الآثار الإسلامية

  • محطة سكة حديد الحجاز: وهي عدة محطات على خط سكة حديد الحجاز التي تربطها ببلاد الشام مروراً بمدينة تبوك ويذكر أنه بدأ العمل بسكة الحديد تلك في تشرين الأول لعام 1899م.
  • قلعة الحجر الإسلامية: ورد ذكرها في رواية المقدسي وهي عثمانية بناها العثمانيون عام1375 هـ 985 م كاستراحة لحجاج بيت الله الحرام.
  • البلدة القديمة: تمثل البلدة التي تقع وسط محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويقطنها ما يقارب 60 ألف من السكان، وتعود لبدايات العصر الإسلامي وإحدى ثلاث مدن إسلامية في العالم أجمع مازالت باقية، المدينة الإسلامية بمساجدها ومنازلها وأسواقها وأسوارها وقد تعاقب أهالي العلا على بناء هذه البلدة والسكن فيها جيلاً بعد جيل حتى هجرت تماماً من السكان قبل أربعين عاماً تقريباً.
  • قلعة موسى بن نصير أو قلعة العلا: أنشأها القائد المسلم موسى بن نصير على جبل شاهق وسط مدينة العلا.
  • عين تدعل: وهي إحدى أهم الينابيع المائية اعتمد عليهما نظام الري في البلدة القديمة بالعلا، والتي يعود تاريخها إلى القرن 14 ميلادي.تنبع العين من سفح مرتفع بركاني مطل على العلا يطلق عليه (حرة عويرض)، وتوقفت عن الجريان في عام 1980.
  • الساعة الشمسية (الطنطورة ): تقع الساعة الشمسية جنوب البلدة القديمة وهي عبارة عن بناء هرمي الشكل وتستخدم لمعرفة دخول الفصول الأربعة وخاصة دخول فصل الشتاء، وذلك عن طريق حجر مغروس في الأرض أمام البناء الهرمي، حيث يصل ظل الساعة الشمسية إلى هذا الحجر في اليوم الأول لدخول فصل الشتاء في 21 من ديسمبر وهو اليوم الأول لدخول فصل الشتاء، ولا يمكن أن يصل ظل الساعة الشمسية إلى هذا الحجر مرة أخرى إلا في العام القادم وفي نفس التاريخ، ولا تزال تستخدم حتى اليوم حيث يستمتع الكثير من الزوار والسياح بمشاهدة هذا الحدث الذي لا يتكرر إلا مرة كل عام.

 

مدينة العلا

 

مدينة العلا

 

مدينة العلا

 

للمزيد من المواضيع اضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Main Menu